أخبار دوليةأخبار وطنيةمقالات

الْخيْرُ في السِّلْمِ اليوْم وغدا والْأْمْس أيضا / محمد يحيي ولد العبقري

تابعت  كغيري بكل اهتمامٍ مكتوباتٍ حول الوضع في شرق البلاد يدفع بعضُها للْعَجلة في الرّد والانتقام ولئن كانت النّيةُ الحسنةُ وحُبُ الأوطان وراءه فليس لدي نفس المنظور.

فبلدنا لا يصلح لجغرافيا تتصارع فيها القوى الكبرى وتعرِضُ صناعاتِها الهدّامة ’الأولى والأنْسب ونحن على قمة اتحاد القارة ،تشجيع  السِّلم بل وصناعته لأن غير ذلك في  الجانب الغلط.

الوضع شرق البلاد وضعٌ خاصٌ منذ بدأت موجات العنف المتجدد والمتنوع تعصف بالبلد الجار الذي في كل مرّةٍ يتهددُ بقاءَه وجودُ إرهابٍ متنوعٍ.

يشمل هذا الإرهاب كلا من  الجهاد  والقاعدةُ وعديد المنظمات العالمية و كذلك  الحركات الوطنية والدّولية النّاشطة في شبه المنطقة و التي تتربص الدوائر بالحكومات والشعوب وكلما سمحت الفرصة  أو لاحظت فراغا دخلت منه وعبثت.                                                                         

وفي هذا الوضع وبمبرر جوار الشطر الشرقي للبلاد لدولة مالي الشقيقة كان لا بد من أن تتأثر تلك الجغرافيا من ما يجري هناك.

ففي السابق عانينا من دخول بعض تلك الحركات للبلاد مغتنمة هشاشة  وضعنا الأمني وقتها وأصرت علي معاداتنا ولم يصدها عنه إلاّ إصرارُ قوات أمننا على الذود عن حرمة البلاد  بعدما تغير حالُها للأحسن وتجسد ذلك في النزال الذي دار بين الطرفين  وحُسم لصالحنا.

ومن الطبيعي أن مثل هكذا وضع يوقظُ في المجموعة الوطنية حبَّ الاطلاع علي ما يجري خاصة مع معلومات متواترة تفيد بالعدوان علي المواطنين الموريتانيين في داخل البلد وفي الحدود الشرقية من طرف حركات عنيفة وبعض الأحيان ينْسُبها غيرُ العارفين للحكومة المالية.

وفي ضوء هذا النّشاط المؤلمِ تكثر المنتشرات والأقاويل مرّة بالتهويل أخذا بشائعاتٍ لدى البعض عن أعمالِ تعنيفٍ قبيحة لا تترك من خيْرٍ إلاّ أتتْ عليه  في مقابل  نشرات رسمية أقل وطأة وتدعو للتمهُل و رعاية حق الجار.

وعطفا علي ما ذُكرَ و أخذا في الاعتبار الظروف الدولية المعقدة وحاجة الوطن إلي جميع أفراده تحليلا ونصحا ودفاعا أيضا تتنزل المقترحات التالية:

1-أنه بالنظر للوضع الدولي الملتهب والمتأزم بين قوي كبري متصادمة يعمل بعضها لأجل فرْدانية  القطب والآخر لتعدده ويتجلي ذلك في أكرانيا وبعض الدول الإفريقية وتايوان وفي الشرق الأوسط  أيضا,في هذا الوضع أعتقد أنه يجب الحذر كل الحذر في كل خطوة نخطوها في أي اتجاه وليست دعوة للحياد لكن لأجل التفكير والحيطة قبل القرار.

2-أنه علي مستوي العلاقات البينية (بيننا والدول المجاورة )يجب استمرار النهج التصالحي فكما أننا امتنعنا عن حصار جيراننا عندما قررته المجموعة  من قبل فلنا مصلحة في متابعة نفس النهج خاصة ونحن نتذكر تجربة أحداث السنغال التي ولله الحمد طُويت صفحتُها بنجاحٍ.

3-ومن أجل توطيد الجبهة الداخلية يلزم الأخذ بما عند الحكومة بوصفها من يمتلك الأخبار الصحيحة التي علي أساسها تُبْني المواقف وهي وحدها التي بمقدورها فعل شيءٍ إذا لزم الأمر.

4-ولأن الدولة تنادي بالتريث وتفضل الّلين مراعاةً للظروف العامة وبالوضع  الخاصِ للدولة الجارة الشقيقة فمن واجب الجميع أن لا يُعكر صفاء الوضع من خلال الدّعوات للثأر  والنشر علي الصفحات ومواقع الإثارة  وترك الأمر بيد القيادة التي في النهاية وفي كل الظروف وحدها من بيده زمام الأمر أيا كان.

وعودٌ على بدْءٍ: فبلدنا لا يصلح لجغرافيا تتصارع فيها القوى الكبرى وتعرِضُ صناعاتِها الهدّام

و  الأولى والأنْسب ونحن على قمة اتحاد القارة ،تقوية السِّلم بل وصناعته لأن غير ذلك في  الجانب السلبي وعن عمق.

حفظ الله موريتانيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *